4. لقد كان الزخم الوطني والزخم القومي للحركة الناصريـة التي تبنَّت تأجيل الاستحقاق الديمقراطي إلى أجل غير مُسمّى سببـاً في التزام كثير من جوانب الفكر السياسي العربي تحاشي التركيز على المطالبة بدفع الاستحقاق الديمقراطي. فكانت خطوة إلغاء المعاهدة المصرية البريطانية، وجلاء القوات البريطانية عن مصر، ثم تأميم قناة السويس في العـام 1956 وما نتج عنه من حرب كحرب السويس ثم قيام الوحـدة المصريـة – السورية في العام 1958، ثم قيام الثورة اليمنيـة واشتراك مصر الناصريـة في الدفاع عنها. وأثناء ذلك دفاع مصر الناصرية عن الثورة الجزائريـة وحمايتها للاستقـلال الجزائري قبل العـام 1962 وبعده، وتأييد مصر الناصرية لكل حركات التحـرر الوطني في الوطن العربي والعالم الثالث في هذه الفترة، وكذلك دخول مصر حرب 1967 والتي كانت دفاعاً عن القضية الفلسطينية في الدرجة الأولى وجزءاً من التحـرر الوطني العربي.. كل هذه الأحداث شغلت الفكر العـربي السياسي وجعلتـه يغُضُّ الطرف عن المطالبة بالاستحقاق الديمقراطي في مصر، وفي خارج مصر من العالم العربي